dimanche 13 avril 2014

اتبعوا و لا تبتدعوا

     
ما هي البدعة في الدين؟

   عن أبي نجيح العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ قال :" وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا . قال : ( أوصيكم بتقوى الله . والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي ، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً . فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) رواه أبو داود والترمذي(209)، وقال حديث حسن صحيح
   قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - : " البدعة شرعاً ضابطها " التعبد لله بما لم يشرعه الله "
، وإن شئت فقل : " التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا خلفاؤه الراشدون " فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) . والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي  صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور " . فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله ، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواءٌ كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه . أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعرف فهذه لا تُسمى بدعة في الدين ، وإن كانت تسمى بدعة في اللغة ، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يوجد في الدين بدعة حسنة أبداً ." مجموع فتاوى ابن عثيمين (ج/2 ، ص/291) .
وقد قال صلى الله عليه وسلم:"كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" (رواه النسائي في "سننه" (3/188 ـ 189) وللفائدة انظر كتاب" الاعتصام" للشاطبي.
وأما قوله  صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704 ـ 705) من حديث جرير بن عبد الله]، فالمراد به: من أحيا سنة؛. وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به؛ لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها"؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.
وأما قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه"[رواه البخاري في "صحيحه" (2/252) من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري]؛ فالمراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية؛ لأن عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم[انظر: "صحيح البخاري" (2/252) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية؛

 لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع [للفائدة: انظر: كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة (ص 93 ـ 95)].
  فالبدعة إذن هي كل ما احدث مما لا أصل له في الشريعة يرجع عليه، وليس هناك بدعة حسنة وأخرى سيئة، لأن رسول الله  قال:"وكل بدعة ضلالة" وهذا من جوامع كلمه
   قال الإمام مالك:" من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدا خان الرسالة، لأن الله تعالى يقول:{اليوم أكملت لكم دينكم} فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا.
   وقال الشافعي:" من استحسن فقد شرع، ولو جاز الاستحسان في الدين لجاز لأهل العقول من غير أهل الإيمان، ولجاز أن يشرع في الدين من كل باب، وأن يخرج كل إنسان لنفسه شرعا جديدا". وقال حذيفة:"كل عبادة لم يتعبدها أصحاب محمد فلا تعبدوها".
   وأقول لو فتح هذا الباب، لضاع هذا الدين بشكل كبير، ولغيرت مجموعة من الأحكام فيه، وإلا فمن الذي جعل الزوايا يذكرون الله تعالى، ويتقربون إليه بالرقص والطبول، غير هذا الأمر.
   يقول الشاطبي في الاعتصام:" ومن البدع ماهو من المعاصي التي ليست بكفر، أو يختلف فيها هل هي كفر أم لا، كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة وما أشبههم من الفرق الضالة، ومنها ماهو معصية، ويتفق على أنها ليست بكفر، كبدعة التبتل، والصيام قائما في الشمس ، والإخصاء بقصد قطع  شهوة الجماع، ومن ماهو مكروه كالاجتماع للدعاء عشية عرفة".
   قال الإمام الشافعي:" إذا وجدتم في كتابي خلاف رسول الله  صلى الله عليه وسلم، فقولوا: يقول رسول الله، وهو قولي"، وقال الإمام أحمد:" لا تقلدني، ولا تقلد مالكا، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري، وخذ من حيث أخذوا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"
   ومن أمثلة البدع العملية المنتشرة في العالم الإسلامي اليوم، قراءة القرآن بشكل جماعي، والتي ظهرت في عهد الموحدين عن طريق عبد الله الهبطي، هذا إضافة إلى الذكر الجماعي، والدعاء الجماعي... ويستحسن لمن أراد أن يعرف المزيد من البدع المنتشرة أن يقرأ كتاب "السنن والمبتدعات من الأدعية والأذكار".


0 commentaires:

Enregistrer un commentaire