samedi 5 avril 2014

فتنة الأنترنيت

فتنة الأنترنيت:
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسول الله المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واقتفى.
   ثم أما بعد، إخوتي في الله، قال رسول الله :"اعدد ستا بين يدي الساعة ... وفتنة لن تترك بيتا من بيوت العرب إلا دخلته..." الحاكم (ص)   انتظر العلماء كثيرا حتى اهتدى معاصريهم، إلى أن هذه الفتنة التي لم تترك بيتا من بيوت العرب إلا دخلته، هي التلفاز. فقلت:"صدقوا والله" لكن هذا كان قديما، أما الآن، فهناك فتنة أعظم من فتنة التلفاز، هي في طريقها تدريجيا إلى أن لا تترك بيتا من بيوت العرب إلا دخلته،      إنه الأنترنيت وما أدراك ما الأنترنيت. ما رأيت شبيها يمكن أن يشبه به، إلا ذلك الطعم الذي يضعه الصياد في الصنارة ليصطاد به السمك، يجذبك، حتى إذا ما أتيته وقعت في الفخ، خاصة بالنسبة للمتدين، فالمتدين -والشيطان حلمه إيقاعه في الفخ- لا يهدأ له بال حتى يحقق ذلك، يبدأ في استدراج العبد الصالح من جانب الخير الذي يوافقه - وهو خير تحته شر لا يرى- حتى إذا ما أتاه، بدأ الشيطان يخطو به خطوة خطوة    ومن دون أن يشعر، حتى يوقعه في الموبقات التي ما كان يظن أن يقوم بها، مع أن الله قال:{يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان} لأن نهاية تلك الخطوات، الوقوع في الحرام ولابد، بل في الموبقات، بل في الشرك. ومن أنكر، فلينظر في حاله هل سلم من شيء من ذلك؟

وبما أن القاعدة الفقهية أن كل ما أدى إلى الحرام فهو حرام، وأن كل ما إثمه أكبر من نفعه فهو حرام، فأكيد أن هذا الأمر يحتاج إلى مراجعة.
ونحن إذا ما نظرنا إلى أغلب محتويات الأنترنيت سنجد أن 10% على الأكثر حلال صاف، والباقي إما مختلط، وإما حرام في حرام،     لدرجة أن هذا الحرام بكثرة ملامسته، فقِد الإحساس به، حتى استسلِم له وصار لا يُحس به. مع أنه الحرام بين لا يحتاج إلى توضيح وتبيان.         

لكن يبقى أخطر هذا الحرام، وأكثره إفسادا لدين التقي، هو جانب النساء الذي فيه، فالنساء حبائل الشيطان، التي يهلك بها عباد الرحمان.        [- صور النساء الجميلات، والأدهى منها صور النساء العاريات. - المقاطع العاطفية الغرامية، والأدهى منها المقاطع الإباحية الجنسية.          - المقالات الغرامية الغزلية، والأدهى منها مقالات الثقافة الجنسية. - الصداقات مع النساء، والأدهى منها الدردشة صوتا وصورة مع النساء.          - هذا من دون أن نتحدث عن الأغاني والأناشيد الطربية، والأخبار الفارغة التي فيها تتبع للعورات، واللهو الفارغ الذي فيه المحرمات.. الخ]

وإذا ما تتبعنا، وجدنا أن أقوى منبع لهذا الحرام، يأتي من 3 منابع رئيسية ينبغي الحذر منها، لأنها أقوى خطرا من غيرها، وهي تحديدا :    [ - مواقع البحث ورائدها Google - مواقع الأشرطة المرئية ورائدها: youtube، ومواقع التواصل الاجتماعي ورائدها: facebook ...]

وقد يقول قائل: "هل المراد من الكلام ترك الأنترنيت نهائيا؟ وإن كان الأمر كذلك، كيف نصنع مع الحاجة الملحة إليه في طلب العلم؟ " والجواب: أن هذا الأنترنيت يمكن أن نضع له ابتداء ضوابط نتعامل معه بها، وبرامج تطهره من الحرام الذي فيه، فإن نفع ذلك، فخير وبركة، وإلا فالواجب تركه من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، لأننا كما قلنا أن ما أدى إلى الحرام فهو حرام، وأن ما ضرره أكبر من نفعه حرام، والعلم وسيلة، وطاعة الله غاية، فكيف تهدم الغاية بالوسيلة؟

 -     ضوابط التعامل مع الحاسوب:

  -  العزم على تقوى الله تعالى قبل البدء في العمل بالحاسوب، وذلك بأن يعزم على أن لا يقوم إلا بما يرى أن الله تعالى راض عنه في ذلك.
  - عدم الخلوة به في مكان منعزل، فالخلوة مع الحرام حرام، وقياسا على النساء أقول: "ما خلا رجل بحاسوب، إلا كان الشيطان ثالثهما" فإن الخلوة حتى وإن ثبت معها المرء ابتداء، فإن التكرار لها مع الضعف، تسقط المرء في المحظور ولابد.
- استحضار مراقبة الله عزوجل، سئل الجنيد عما يستعان به على غض البصر؟ فقال:"بعلمك أن نظر الله إليك اسبق إلى ما تنظر إليه"  وقال الإمام أحمد:"إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت، ولكن قل علي رقيب، ولا تحسبن الله يغفل ساعة، ولا أن ما تخفي عليه يغيب"
  - الدخول ابتداء إلى المواقع المنضبطة انضباطا كاملا، فإن اضطر إلى المختلطة، فمع برامج الحماية غير باغ ولا عاد - في حدود الفائدة - لترك كل ما لا يريد الله تعالى القيام به، كالنظر إلى النساء، وإضافة النساء، والاستماع إلى الموسيقى، وتتبع العورات والأخبار الفارغة ..الخ
  - ترك البحث فيما لا ينفع، إذ لو تأمل المرء في حال نفسه، لوجد أن أغلب ما يضيع فيه الجهد والوقت، فضول لا فائدة حقيقية تعود منه .
  - عدم تضييع الفرائض التي أمر بها الله تعالى بسببه، وعدم الانشغال عنه بها، عدا عن عدم نشر الباطل أيا كان، وهذا لا يحتاج إلى تنبيه ..

-    تطهير الحاسوب:

لابد للمومن من تطهير جهازه من كل ما لا يرضاه الله من مقاطع وصور ومقالات وكتب محرمة، ثم استخدام بعض البرامج الإلكترونية، وبعض الإضافات (add on) التي تطرحها المتصفحات المعروفة كـMozilla وغيرها، من أجل حماية جهازك من عرض ما لا يليق، فمثلا:

*     هناك إعلانات وإشهارات غير مرغوب فيها، وأحيانا تكون إباحية، كالتي توجد على youtube مثلا، أو على غيره من المواقع، لإزالتها منه يكفي تثبيت إضافة Adblock Plus على المتصفح، ولإزالتها من البريد الإلكتروني عليك بـ webmail ad blocker

*    هناك نوافذ منبثقة، تنبثق أحيانا، يكون فيها بعض الصور الإباحية، لإزالتها يكفي تثبيت إضافة pop up.

*      لمعرفة درجة أمان الموقع الذي تريد دخوله، يكفي تثبيت إضافة WOT، فهي ستظهر لك علامة تبين لك فيها درجة أمان الموقع .

*     أحيانا تكون هناك بعض المواقع المزعجة وتريد حجبها، للقيام بهذا الأمر، يكفي فقط تثبيت إضافة block site وتدخل اسم الموقع.

*      لمنع المواقع الإباحية مطلقا، ومنع البحث في بعض الكلمات الغير المرغوب فيها، والتي يتم تحديدها، ككلمة (صور النساء مثلا)  على محرك Google يكفي تثبيت إضافة procon latte content filter. ليتم حجب المواقع الإباحية والكلمات التي تجر للفتنة، وهذه الإضافة، فيها رقم سري لمن أراد وضعه، يستحسن وضعه من طرف آجنبي يحتفظ به، لألا ينزغك الشيطان لتزيلها بعد ذلك.

*     لمنع إظهار بعض الأشياء في الموقع، كخدمة أشخاص قد تعرفهم على facebook، والتي قد يظهر فيها ما لا يعجب أحيانا،          أو غيرها من الأشياء المزعجة في بعض المواقع، يكفيك تثبيت إضافة Element hiding helper pour adblock plus واختيار الشيء الذي تريد حجبه بالفأرة.

*     قلنا مسبقا أن موقع youtube من أسوأ المواقع، التي حتى وإن دخلتها بنية صافية، تخرج منها ملوثا بسبب المقاطع الجانبية،  هناك إضافة، الغرض منها عرض الشريط المشاهد على youtube مثلا، بصورة جذابة جدا، تقضي بجعل الشريط يظهر لوحده، وجعل الإطار الخلفي مظلم بالنسبة التي تحددها أنت 60% - 80% - 100%، هذه الإضافة لم توضع للحماية، ولكن هي مفيدة لنا، ونسبة 100هي الأفضل، لأنها تمنع عنك رؤية الإطار الخلفي بشكل كلي بعد بدء الشريط، فتوقف بذلك خطوات الشيطان عند حدها. وهذه الإضافة هي Turn off the lights يكفي فقط تثبيتها، مع التنبيه أنه في الإعدادات، يستحسن عرض الشريط بالحجم الكبير. والنتيجة هي كما ترون، نتيجة تخلصك من هم هذا الموقع الخبيث الذي لا ينبغي دخوله إلا لضرورة لا تتعدى الحدود.


 







وهناك إضافات كثيرة في هذه المتصفحات، لها أغراض شتى، من غير ما ذكرت، كالإضافات التي تقوم بالتحميل، والتنظيف، وغيرها كثير ...
تحمل مباشرة بطريقة بسيطة وسريعة جدا، إما من موقع المتصفح، أو بعد القيام بالبحث عنها في Google، بعد تثبيتها، وعلى المتصفح ستجدها في خانة outil ثم modules complémentaire ثم Extensions .

أسأل الله تعالى أن يقينا شر هذا البلاء، وأن يعصمنا من السوء والزلل، وأن يحفظنا من فتنة النساء، وأن يرزقنا ما يغنينا به عن الحرام.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire