برقية عاجلة إليك أيها الرجل بخصوص المرأة
من المقرر أن "مركب" الحياة الزوجية يحتاج
إلى مجدافي الرجل والمرأة معاً لتصل إلى بر الأمان والحب والوئام ، وهذا يستلزم من
الرجل والمرأة المشاركة الدائمة في التعاون معاً، وألا يطلب طرف أن يأخذ دائماً
دون أن يعطى، بل عليه أن يبادر هو بالعطاء ولا ينتظر الأخذ، بل يفعل ما يطيق وما
يسعه في سبيل إسعاد الطرف الآخر والتخفيف عنه عناء الطريق الطويل، وعلى الرجل أن
يكون أكثر احتمالاً بحكم تكوينه الجسدي وقوامته فيأخذ مجدافي المركب ليسير بها إلى
شاطئ الحب والأسرة السعيدة، ولا تتركه المرأة يجاهد ويكد وهى تشاهد هذا دون أن
تبادله الابتسامة، وتعطيه اللمسة الحانية والكلمة الطيبة التي تجعله لا يشعر بألمٍ
أو تعبٍ من وعثاء الطريق ، فهي تجلس أمامه على طرف "المركب" كأميرة أو
ملكة متوجة يأخذها أميرها ومليكها إلى جزيرة بعيدة عن أعين الذئاب في الطريق، وفى
وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ليعيشا معاً عمرها الجميل، فلابد أن
يراها الرجل في أبهى صورها من ملبس وملمس وكلمة طيبة رقيقة حانية .
نداء للأزواج :
أيها
الزوج، اعلم أنه متى أحبت المرأة حباً صادقاً، تهذبت وسمتْ، واستحال عليها أن
تتصور نفسها ملْكاً لغير الرجل
الذي تحب، فلا المال ولا العواطف ولا أروع مفاتن
الترف يمكن أن تؤثر فيها وتدفعها إلى خيانة حبيبها أو مفارقته، فما تعانيه في غيابك –أيها الزوج- لا
يستطيع من بالكون وصفه ولو بقرن كامل !!وإن
أردت التأكد، ارجع إليها وستجدها تبكي لك شوقا واحتياجا !!عندها
ذق دمعة من دموعها، وستعلم مرارة غيابك عنها !لأنها
يستحيل أن تعيش حياة طبيعية بدون رجل.
لذلك
فأجمل وأروع ما في المرأة، هو قلبها، فقلبها كنز غال لا يقدر بثمن، فإن ملكته
فقد ظفرت بكنوز الأرض و غاليها- فهو وردة لا يفتحها إلا الحب- من أجل ذلك، لو سألت
امرأة مومنة، عن تعريف شاف له، لأجابت: بأن الحب–بعد حب الله عزوجل طبعا- هو الرجل،
فليس أصعب في حياة المرأة، من اللحظة التي
تجد نفسها واقفة مع رجل يحبها، ورجل تحبه. لأن قلب المرأة نقطة ضعفها.
فالنساء منّة منّها الله
على الرجال، فيا ليت الرجال يقدرون ذلك. لذلك قالوا: المرأة لغز، مفتاحه كلمة
واحدة هي الحب. فإذا أردت أن تملك المرأة، فما عليك إلا بكلمات الحب، وقبلات الشوق،
لأن هذين الشيئين بالضبط، هما الرصاص الذي تقتل بهما قلب المرأة. فإن كانت صادقة
في حبها، فسترى بعينك غزارة دموعها و كثرة قبلاتها، لأنهما الدليل الأقوى على شدة
الحب بالنسبة لها. فالمرأة بلا محبة ميتة، لأنها
لا تقدر أن تعيش بدون حبيب. لذلك قالوا أن المرأة لم
تخلق
من رأس الرجل، لئلا تتعالى عليه, ولا من رجله لئلا يحتقرها, بل استلت من ضلعه
لتكون تحت جناحه فيحميها، وقريبة إلى قلبه فيحبها وتحبه.
فالمرأة بطبعها محتاجة إلى
رجل يشعرها بأنوثتها، يحبها، يحميها، يسعدها... لذلك فالمرأة إن وجدت من يحقق لها
أحلامها هته، اعتبرت العيش دونه جحيم. فلا تتردد أيها الرجل في حبها، وإسماعها ما
يجول في خاطرك من مشاعر، لأن ذلك هو مراد المرأة من الرجل، فهي تحب من أذنها، لا
من عينها.
من
أجل ذلك، فالمرأة إذا أحبت، ضحت وأخلصت وتفانت، لأن الحب ببساطة بالغة قصة حياة النساء العاطفية، عكس الرجل الذي يعتبر
مرحلة من مراحل حياته. فمهما كانت المرأة جاهلة،
فإنها تعرف عن الحب أكثر مما يعرفه أعلم العلماء. لأن غالب ما يفكر فيه الرجل (جسد
المرأة)، أما هي فأغلب ما تفكر فيه هو (قلب الرجل). لذلك فالمرأة المحبة لا تهزأ
من الحب، ولا تسخر من الوفاء، إلا بعد أن يخيب الرجل آمالها، فهي إذا أحبت حقا فأهون
عليها أن ترى حبيبها ميتا على أن تراه خائنا، وهذا يدل على أن المرأة اشد تعلقا من
الرجل بفضيلة الوفاء، وأنها مهما أحبت بقلبها وحواسها فهي لا تستطيع أن تنسى في
الحب كرامتها وكبريائها .. فهي زهرة في بستان الندى،
وزوجها قطرات الندى وبدونه لا تحيا ... فالرجل
المومن هو روح المرأة، وجسمها، ولباسها، ألم يقل الله عزوجل:{هن لباس لكم، وأنتم
لباس لهن} فاللباس دفء، وجمال، وحماية، وحب..
ومع ذلك كله، مهما تكلم الرجل، فلا يقدر على شرح الحب، ولكن يكفي
أن تتفوه المرأة بلفظ واحد، لتذيب من الحب ما لا يسعه قلب الرجل .لأن بين شفتي المرأة كل ما في الدنيا من سم وعسل.
وهذه عشر وصايا، لزوج يريد السعادة:
1-تعرف على
طبيعة النساء عموما، وطبيعتها خصوصا: لا تفترض أيها الرجل أن
المرأة تتصرف كما تتصرف أنت، لأنها تختلف عنك تماما.فالمرأة تطغى عاطفتها على
عقلها، فهي عاطفية جدا، تحتاج إلى من يتحسس عاطفتها، بالكلام الرقيق والإحساس
الظريف، فهي تشتهي ذلك جدا، ووجود ذلك في حياتها دافع لتحيا حياة سعيدة تبدع فيها
بشكل غير منتظر. فغريزة المرأة تحتاج إلى من يشعرها بأنوثتها ويرضي غرورها بالمدح
والثناء، فلا تقلق أيها الزوج إذا رأيت زوجتك تحاول التمنع عليك، إذا كنت تعلم
أنها تحبك، لأنها تشتهي أن تجري خلفها وتتغزل بها لترضي غرورها فبادر.
والمرأة من طبيعتها، أنها عندما
تشعر بالضيق من شئ معين مثلا، تظل تتحدث عنه حتى تشعر بالارتياح، فلا ترتاح إلا
إذا أفرغت ما في جعبتها من الأمور التي تشعر بالضيق منها، لكنها لا تفكر في إيجاد حل لها، فكل ما يشغل بالها أن
تتحدث لتنفس عن ضيقها وغضبها، مثل أواني الضغط، إذا كتمتها أيها الرجل ستنفجر، فاحذر
أن تحاول إسكاتها وهي تشعر بالضيق من شيء ما، لأن الصمت لا يتفق معها. لذلك لا تستهن بشكواها، فهي تبحث عمن يشعرها بأنه ملاذها
الآمن ليستمع إليها، فلا
تهملها وامنحها الحب والعطف والأمان، لأنها بطبيعتها تحتاج إلى ذلك. فلا تستخف باقتراحاتها لحل
المشاكل التي تواجهكما، فهذا يشعرها بعدم أهميتها، لذلك أصدق الكلمات في
أذن المرأة، كلماتها هي.
ومع ذلك، احرص
أن لا تظهر عيوبها
بشكل صريح، لأنها لا تحب النقد، من أجل ذلك، لا تتدخل كثيرا في شؤونها الخاصة، وامنحها الثقة،
لتشعرها بأنها ملكة متوجة
داخل قلبك.
وإذا
أردت إصلاح عيوبها المعروفة عند النساء عموما: كالثرثرة، والملاحظة، والغيرة،
والغيبة، وإفشاء الأسرار، والمبالغة في حب المال والزينة، وسرعة الغضب، وعدم
الاعتراف بالجميل... فكن عند نصحك حليما خبيرا بطبعها، فبالكلام الحلو العذب يمكنك
فعل ذلك. فمعايبها الخلقية، ابتلاء للرجال.
واعلم أن أكثر
ما يغيض المرأة، أن تسألها عن سنها إذا كبرت، أو أن تنتقد جمالها، فهي تكره ذلك
جدا.لهذا
لا يليق برجل مهذب عرف طبعها أن يسألها عن سنها، أو أن يعيب جمالها، لأن ذلك
يشعرها أنها لم تعد صالحة للعشرة-توهما منها- وتأمل في حال هذا الرجل، لتعلم كيف
كان يتعامل الحكماء مع المرأة؟ فقد قيل لأبي عثمان النيسابوري:ما أرجى عمل عندك؟ قال:كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج
فآبى.فجاءتني امرأة فقالت:يا أبا عثمان! أسألك بالله أن
تتزوجني،فأحضرت أباها،وكان فقيراً فزوّجني منها، وفرح
بذلك.فلما دخلت إليّ رأيتها عوراء، عرجاء مشومة!! قال:وكانت
لمحبتها لي تمنعني الخروج فأقعد حفظا
لقلبها،ولا أظهر لها من البغض شيئا. فبقيت هكذا خمس عشر
حتى
ماتت،فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي لقلبها.[صيد الخاطر]
2- كن فارس
أحلامها: إن المرأة قد تقول عن رجل بأنه فارس
أحلامها، ليس إن أتى على حصان،أو إن وسامته جعلتها تهيم به ! ولكن
تقول ذلك إن اتصف بصفات الكمال في مخيلتها،من رجولة،وكلمة صادقة،وكرم،وحب،وروعة
مشاعر. بينما الجمال مكمل فقط، لأن المـرأة تحب عن
طريق الأذن،عكس الرجل الذي يحب عن طريق العين. فرجل المومنة المثالي، هو
الأخ الملتزم المحافظ على رجولته وبشاشته، والذي تحلم أن يحبها لذاتها. لأن الرجل
يستحيل أن يكون رجلا حقيقيا، إلا بالدين. وهذه الرجولة تتلخص في 3 أشياء : عدم
التعلق بالخلق(التوحيد)، حسن الخلق، الشجاعة والإقدام.
فالأخ
الملتزم، هو من إذا اطلعت على قلبه، وجدته
شديد الحب لله، كثير الخشية من الله، واسع الرجاء في الله، دائم الصدق مع
الله، مملوء بالرضا عن الله، واليقين في الله، راسخ التوكل على الله، كثير الإخلاص
لله، والانكسار بين يدي الله،مواظب الشكر لله.
الأخ
الملتزم،هو من إذا اطلعت على حاله وجدته، نظيف الثوب،طيب الريح، منخفض الصوت،
قليل الكلام، قليل الظهور، كثير التبسم، سريع المشية، غاض البصر،منظم الشؤون، كثير
الحياء، متين الخلق،رفيع الأدب في كلامه،في تدخلاته، في أكله ،في شربه، في نومه،
بل في جميع شؤونه.
الأخ
الملتزم، نشيط في قيامه، ثابت على صيامه، مدمن لذكر حبيبه، ملازم لكتاب سيده،
متمسك بعبادته ربه.
الأخ
الملتزم، متفوق في دراسته ، شغوف بكتبه، منشغل بالدعوة لربه، مجاهد من أجل رفع
راية دينه، معتز بإسلامه، وبلغته، وبتقاليده، فلا يغره قلة السالكين، ولا كثرة
الهالكين.شاطر في عمله، وفي تجارته، فلا يأكل الحرام ولو مات جوعا. بل يكره
الفواحش عموما.
الأخ
الملتزم
_سليم الصدر اتجاه جميع الخلق، يحبهم و يعترف بفضلهم،
ولا يجد في صدره أي حقد اتجاههم.
_يحسن الظن بالآخرين ويعتذر لهم، بل إنه إن لم يجد لهم
عذر، اخترع لهم عذر.
_يدفع السيئة بالحسنة، بالعفو و الصفح، فلا
ينتصر لنفسه على الإطلاق.
_لا يهتم إلا بما يعنيه، فلا دخل له بالناس على إطلاقا،
فَهَمُهُ الوحيد إصلاح نفسه، لينال بها رضا الله,
_يعلم أن الكمال لله، فيغمض عينه عن زلات غيره، فيرحم الناس ويشفق عليهم، خاصة العصاة منهم.
_متواضع من غير ذل، مترفع من غير ذل.لا يسأل
الناس شيئا على الإطلاق.
_يستوي عنده مدح الناس وذمهم له.فهو قليل الشكوى،
والتبرير للناس.بل إنه يعترف إذا واجهه أحد بما فيه من عيب.
_كاف عن الجدال و المراء، خاصة في الجزئيات. فهمه
الإصلاح وجمع الشمل، لا الإفساد والتفرقة.
_يبغض في الله كل
من يسعى لهدم الدين، وفي مقابل ذلك، يعشق كل من يساهم من أجل رفع رايته،
لذاك تجده شديد التعلق والحب لإخوانه. فلا يغتاب أحد، ولا يسخر من أحد، ويسعى
لخدمة الناس، فلا يريد منهم جزاء، ولا شكورا
ولتوضيح المسألة أكثر،
وبيان الصفات التي تريدها المرأة من الرجل سأسرد هذه القصة التي رواها البخاري
ومسلم عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ
قالت: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ
لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا .
ـ قَالَتِ الْأُولَى :
زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلَا
سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ .(تصف زوجها بأنه كلحم الجمل ،
وهو من أنواع اللحم غير المحببة إلى الناس ، وهو مع كونه لحما مزهود فيه ، فهو على
رأس جبل عالٍ ! وهذا الجبل لا سهل فيرتقى إلى اللحم المزهود ، ولا هو باللحم
السمين فأتحمل مشقة صعود وتسلق الجبل .)
ـ قَالَتِ الثَّانِيَةُ :
زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ إِنْ أَذْكُرْهُ
أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ.( تقول : زوجي لا أنشر
خبره ، إني أخاف إن أنا تحدثت عنه ألا أفيكم بيان معايب زوجي ومساوءه، ولكن إن كنتُ أحدثكم عنه فيكفى أن اذكر عجره، والعجر:
العقد التي تكون في البطن واللسان،والبجر:العيوب،فتحدثت عن عيوبه الظاهرة
والباطنة)
ـ قَالَتِ الثَّالِثَةُ :زَوْجِي الْعَشَنَّقُ
إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ . (تصفه
بأنه طويل مذموم الطول ، وأشارت إلى سوء خلقه وعدم احتماله لكلامها إن شكت له
حالها ، وأنها تعلم أنها متى ذكرت له شيئاً من ذلك بادر إلى طلاقها ، وأنها إن
سكتت صابرة على تلك الحال كانت عنده كالمعلقة التي لا ذات زوج ولا أيم .)
ـ قَالَتِ الرَّابِعَةُ :
زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ
. (تصف زوجها بأنه لين الجانب ، خفيف الوطأة على
الصاحب ، ثم وصفته بالجود ووصفته بحسن العشرة واعتدال الحال وسلامة الباطن ،
فكأنها قالت : لا أذى عنده ولا مكروه ، وأنا آمنةٌ منه فلا أخاف من شره ، ولا ملل
عنده فيسأم من عشرته ، فأنا لذيذة العيش عنده كلذة أهل تهامة بليلهم المعتدل .)
ـ قَالَتِ الْخَامِسَةُ :
زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ .(تصفه بالغفلة عند دخول البيت على وجه المدح له ، وشبهته في
لينه وغفلته بالفهد ، لأنه يوصف بالحياء وقلة الشر وكثرة النوم ، أو تصفه أنه إذا
دخل البيت وثب على وثوب الفهد ، وإن خرج كان في الإقدام مثل الأسد ، وأنه يصير بين
الناس مثل الأسد ، أو تصفه بالنشاط في الغزو ، وقولها : ولا يسأل عما عهد : تمدحه
بأنه شديد الكرم كثير التغاضي لا يتفقد ما ذهب من ماله.)
ـ قَالَتِ السَّادِسَةُ :
زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ
وَلَا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ.(تصفه
بأنه أكول شروب نؤوم ، إن أكل لا يبقى شيئاً من الطعام ، والإشتفاف في الشرب
استقصاءه فإن شرب لا يبقى شيئاً من الشراب ، وإن نام رقد ناحية وتلفف بكسائه وحده
وانقبض عن أهله إعراضاً ، ولا يمد يده ليعلم ما هي عليه من الحزن فيزيله .)
ـ قَالَتِ السَّابِعَةُ:
زَوْجِي غَيَايَاءُ أَوْ عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ
كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ.( تصفه بالحماقة، وانه عيي اللسان لا يهتدي إلى مسلك،
ووصفته بثقل الروح وأنه كالظل المتكاثف الظلمة الذى لا إشراق فيه ، وتقول أن كل شئ
تفرق في الناس من المعايب موجود فيه، وتصفه بسوء المعاملة لأهله، إن ضربها فإما أن
يشجها أو يكسرها أو يجمع لها الاثنين.)
ـ قَالَتِ الثَّامِنَةُ :
زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ .( تمدح
زوجها بأنه لين الخلق، وحسن العشرة ، فهو في ريح ثيابه كالزرنب، وهو نبات طيب الريح، وفى لين كلامه
ولطف حديثه وحلاوة طباعه كالأرنب في لين الملمس .)
ـ قَالَتِ التَّاسِعَةُ :
زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ طَوِيلُ النِّجَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ قَرِيبُ
الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ. (وصفته بطول البيت وعلوه
وكرمه ، أو بنسبه الرفيع ، طويل السيف مما يدل على شجاعته وإقدامه ، وهو مع ذلك
سخى كريم الأضياف ، فرماد البيت كثير من كثرة الأضياف ، وهو مع هذه كله زعيم قومه
في ناديهم القريب من البيت .)
ـ قَالَتِ الْعَاشِرَةُ : زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا
مَالِكٌ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ
قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ
أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ.(تصفه بالكرم والثروة وكثرة
القِرى والاستعداد له، فمالك هذا له إبل كثيرة، دائمة البروك بالحظيرة انتظاراً
لقدوم الضيف، ولهذا الرجل علامة وإشارة بينه وبين أهله أو خدمه، فإذا نزل بهم الضيف،
أعطى الرجل الإشارة بالمزهر، دلالة لإعداد الطعام ـ فلا يسمع الضيف ندائه بإعداد
الطعام فيتحرج ـ وقد اعتادت الإبل عند سماع الملاهي أن توقن بالهلاك وهو النحر
ـ قَالَتِ الْحَادِيَةَ
عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، وَمَا أَبُو زَرْعٍ؟ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ
أُذُنَيَّ، وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ
نَفْسِي، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ
وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ
فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ.
أُمُّ أَبِي زَرْعٍ ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ؟ عُكُومُهَا رَدَاحٌ ، وَبَيْتُهَا
فَسَاحٌ. ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ
أَبِي زَرْعٍ ؟ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ. بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا بِنْتُ أَبِي
زَرْعٍ ؟ طَوْعُ أَبِيهَا، وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ
جَارَتِهَا. جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ؟ لَا تَبُثُّ
حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، وَلَا تَمْلَأُ
بَيْتَنَا تَعْشِيشًا. ثم قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ،
فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ
تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ ، فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا ، فَنَكَحْتُ
بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا ، رَكِبَ شَرِيًّا،
وَأَخَذَ خَطِّيًّا ، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا ، وَأَعْطَانِي
مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا ، وَقَالَ : كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ ،
قَالَتْ : فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ
أَبِي زَرْعٍ ". (قالت: حلاني بأنواع الزينة التي
تعلقن بأذني. وعظمني ورفع من شأني فعظمت نفسي في عيني، حتى شعرت بأني أميرة
الأميرات، رغم أنه :وجدني في في أهل فقراء، ليس لهم من الغنم إلا قليل ، فانتشلني
من هذا الحال فجعلني في أهل الثراء مع الخيل والإبل والزرع والخدم والدجاج وسائر
الأنعام. فعنده أتكلم فلا يقبح قولي أو يسفهه، وعنده أنام فلا يوقظني أحد حتى
استيقظ من نفسي،وإذا شربت ارتويت من الشراب
ثم انتقلت بالثناء على أمه وابنه وابنته بل حتى إلى جاريته، ليدلك على مدى
تعلق هذا المرأة بزوجها، (فحماتها) ! تصفها بأن سمينة الجسم واسعة
البيت،وابنه:هادئ الطباع قليل الطعام، وابنته: سمينة كأمها، وهى طوع أمر أبيها
وأمها، وهى غيظ جارتها أي
أن زوج البنت كان متزوجاً عليها فكانت هي أفضل أزواجه - جارتها -
إليه، أما خادمة أبى زرع: فهي كتومة لا تنشر خبر بيتنا والحديث عنه، ولا هي تهمل
أمر طعامنا فهي ليست بالمبذرة، أو ليست بالتي تسرق من ثمن طعامنا عند شرائه، وهى
مع هذا كله نظيفة، تحافظ على نظافة بيتنا!! ثم أخذت بالعود مرة أخرى فى بيان حال أبى زرع،
تقول: خرج زوجها ذات يوماً ـ لعله كان غاضباً، فرأى امرأة جميلة معها ولدان يشبهان
البدر في الجمال، والفهد في الحيوية والنشاط، يلعبان بثديي أمهما، اللذين يشبهان
الرمانتين، تقول: فطلقني ونكحها، فتزوجت بعده رجلاً سرياً شريفاً، أعطاني كل ما
أريد من أنواع النعم، ولم يبخل على بشيء،
وقال لي: تمتعي وأعطى أهلك ما تشائين من أنواع الخيرات، تقول: فلو جمعت كل شئ
أعطانيه هذا الزوج الثاني ما بلغ أصغر آنية أبى
زرع ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ كُنْتُ لَكِ
كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ" وفى رواية للطبراني أضاف: "لكن لا أطلق
النساء" .
لذلك،
فمن أكبر عيوب الرجل، انه لا يضع نفسه مكان المرأة التي تحكم عليه.
3-أحبها
وتلطف معا: قال صلى الله عليه وسلم:"أكمل
المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله" تلطف معها، اله معها، يقول
المصطفى صلى الله عليه وسلم:"كل
شئ ليس فيه ذكر الله فهو (لغو) وسهو لعب، إلا أربع (خصال): ملاعبة الرجل امرأته،
وتأديب الرجل فرسه، ومشيه بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة"النسائي صحيح.
فلا تنس أيها الزوج ذلك، فوالله ما السعادة إلا في التلطف،قال صلى الله عليه وسلم:"إنك
لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في
امرأتك"
فالمرأة
بريئة كالطفل !!والرجل يرضيها بكلمة..
بهدية.. بوردة.. ببسمة.. فتنبه، لذلك
فالحب الذي تظهره لزوجتك، حل لجميع المشاكل دون استثناء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"استوصوا
بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت
تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً" فقبلة الحب
تحدث في قلب المرأة البلابل، لأنها حنونة بطبعها، أما غير ذلك، فلا يزيدها إلا
عنادا، حتى تكسر، فإذا أردت أن تسكت المرأة فقبلها، لذلك قالوا: يبلغ الحب القمة،
متى تنازل الرجل عن كبريائه والمرأة عن عنادها. (كأن لا يرضى مثلا عن ضمها وقت
الغضب) وكان صلى الله عليه وسلم إذا
غضبت زوجته، وضع يده على كتفـها وقال:"اللهم اغفر لها ذنبـها وأذهب غيظ قلبها،
وأعذها من الفتن" .ولقد ضرب
صلى الله عليه وسلم أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية،
فتجده صلى الله عليه وسلم أول من يواسيها.. يكفكف دموعها...يقدر مشاعرها...لا يهزأ بكلماتها..يسمع شكواها... يخفف أحزانها .. ولعل الكثير يتفقون معي أن الكتب الأجنبية الحديثة التي
تعنى في الحياة الزوجية تخلو من الأمثلة الحقيقية,
ولا تعدو ان تكون شعارات على الورق!!
وتعجز أكثر الكتب مبيعاً في هذا الشأن ان تبلغ
ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.
لهذا لا تنم أيها الزوج، إلا
بعد أن تمسك يد زوجتك، وتتحدثها معاً، وتبوح لها بمشاعرك اتجاهها، مع المحافظة على
قبلة الصباح قبل الخروج إلى العمل، وقبلة المساء عند النوم. لتحبا أنت وإياها
الحياة السعيدة، التي وعد الله بها عباده المومنين.
لذلك
أردت ان تكون محظوظا عند النساء فمازح المرأة كالطفلة، والطفلة كالمرأة.
4- غر عليها،
وراع غيرتها: فالمرأة تكره الحبيب الذي لا يغار، والذي يسمح للرجال الأجانب أن
يصافحوها ويخالطوها، والذي يتركها مع
السائق تجوب الأسواق والطرقات بالسيارة، لأنه والله ما هذه بالرجولة، ولا بالحب،
فالرجل بمعنى الرجل، لا يرضى أن يمس زوجته غيره، ولا أن ينظر إلى زوجته غيره، فهذا
هو الحب، ولا أدري، ما هو الحب، إن لم تكن فيه غيرة؟ لهذا وجب على الزوج التنبه، واستنفار
الغيرة فيه على أهل بيته، فقد روى البخارى عن سعد بن عبادة أنه قال:"لَوْ
رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ.
فَقَالَ النَّبِيُّ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ
غَيْرَةِ سَعْدٍ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي" البخاري
هذا من جانبك أنت، أما من
جانب المرأة، فينبغي أن تراعي كذلك غيرتها، وروي أنس قال:"كَانَ
النَّبِيُّ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ
فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ
فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ فِي
بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ فَجَمَعَ
النَّبِيُّ فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ
جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ
غَارَتْ أُمُّكُمْ ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ
الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي
كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ
". ففي هذا الحديث التنبيه إلى عدم مؤاخذة الغيراء، لأنها في تلك الحالة يكون
عقلها محجوباً بشدة الغضب الذى أثارته الغيرة. وأصل الغيرة غير مكتسب للنساء لكن
إذا أفرطت فى ذلك بقدر زائد عليه تلام، وضابط ذلك ما ورد فى الحديث الآخر عن جابر بن
عتيك الأنصاري رفعه :"إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ وَمِنَ
الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ
وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ
فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ وَأَمَّا الْغَيْرَةُ
الَّتِي يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ ،
وَالِاخْتِيَالُ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهُ
اخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ وَعِنْدَ الصَّدَقَةِ
وَالِاخْتِيَالُ الَّذِي يَبْغُضُ اللَّهُ
الْخُيَلَاءُ فِي الْبَاطِلِ". صحيح : أخرجه ابن حبان
(1\530) وأبو داود (3\50) والنسائي .
5- غمض
عينك عن زلاتها ولا تنشرها: فهي من البشر أيضا، تفرح وتحزن، تخطئ وتصيب،فمادامت
مومنة وتحبك، تجاوز عنها، فهي حبيبتك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا
يفرك مومن مومنة، إن كره منها خلقا، رضي منها آخر" لأن بعض الرجال يجعلون
لأخطاء زوجاتهم وهفواتهن وسوء
تصرفاتهن
خزانة في صدورهم، ويظلون يجمعون هذه الأخطاء،وهذه الكلمات المؤلمة، خطأ خطأ، وكلمة كلمة،حتى إذا وقع الخلاف فتحوا تلك الخزانة
وأخرجوا ما بداخلها من آلام، مما يزيد حجم المشكلة ويوسع رقعة الخلاف،ولا يمكن
لهؤلاء أن يسعدوا في حياتهم الزوجية
طالما يحتفظون بهذه الذكريات المؤلمة، والواجب عليهم
أن
يفتحوا تلك الخزانة ويلقوا ما بداخلها ولا يحتفظوا إلا بالذكريات السعيدة، والأيام الجميلة، والليالي الرائعة التي قضوها مع
زوجاتهم.
وتأمل في هذا الحديث العجيب،فعن
عمر أنه قال: صخبت علىّ امرأتي فراجعتني,
فأنكرت أن تراجعني، فقالت:ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
ليراجعنه وان أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل.
رواه البخاري
6- ثق بها ولاتظلمها:
لأن
الحياة بدون ثقة، لا قيمة لها، ولاحظ كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً، أن يخونـهم, أو
يلتمس عثراتـهم. رواه مسلم حفاظا على جو الثقة، داخل
الأسرة. وأمنا من السقوط في الظلم الغير المقبول شرعا.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"استوصوا بالنساء
خيراً، فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة
مبينة، فإن فعلن، فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضرباً غير مبرح" وذلك بعد
اتخاذ الأسباب السالفة الذكر.
لأنه من الظلم أن تخرج
الزوجة من بيتها بدون مسوغ شرعي يقتضي ذلك، قال تعالى: (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا
يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم
نفسه).ومن الظلم أيضا، أن تضربها، خاصة في الوجه.فقد جاء رجل إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم فقال: ما حق المرأة على زوجها؟ فقال: "أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى،
ولا يضرب الوجه، ولا يقبح ، ولا يهجر إلا في البيت". وفي الحديث أن عائشة رضي
الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط"
رواه النسائي.
وليكن أمامك قوله تعالى: (ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ) وقوله صلى الله عليه وسلم:
"لَا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ" (م ع) القارورة هي الزجاجة ، وإنما شبههم صلى الله عليه وسلم بالقوارير لرقتهن وضعفهن ولطفهن .
وروى البخارى عن جابر بن
عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال:"كَانَ النَّبِيُّ يَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ
الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا" (م ع)، وعنه أيضاًt أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:"إِذَا قَدِمَ أَحَدُكُمْ لَيْلًا فَلَا يَأْتِيَنَّ أَهْلَهُ طُرُوقًا
حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ "مسلم.
فعلى الزوج عند عودته من
العمل مثلاً ألا يهم على أهله ليلاً فيفتح عليها الباب "بالمفتاح" دون
الاستئذان والتوطئة بدق "الجرس" مثلا لئلا يرى منها ما يكون سبباً فى
نفرته منها ، أو يطلع على عورة منها لا تريد منه أن يراها .
7- أنفق
عليها، وأكرمها: فذلك هو سر رجولتك، فالنفقة واجبة. قال الله تعالى:(وعلى
المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) من غير إفراط ولا تفريط، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ":أطعم إذا طعمت وأكس إذا
اكتسيت" رواه الحاكم وصححه الألباني. وإنما استحقت الزوجة هذه النفقة، لأنها
زوجتك ببساطة بالغة، "فأفضل دينار: دينار
ينفقه الرجل على عياله". فلماذا البخل والشح؟ أفتظن أنك ستملك الدنيا؟ فوالله
لتموتن، ثم ستترك كل شئ للذين هم بعدك، فزوجتك نصفك الثاني، فأكرمها، فوالله إنها
لأهل لذلك، خاصة إن كانت مومنة وتحبك، لأنك إن لم تستطع الوصول إلى قلبها، فقد
حرمت ألذ الأشياء، بعد لذة الإيمان.وركز في ذلك على الملابس والهدايا، وغير ذلك.لأن ابغض الرجال عند النساء
البخيل والجبان .
8- تجمل لها: قال ابن الجوزي: ((تلمحت
على خلق كثير من الناس إهمال أبدانهم،
فمنهم
من لا ينظف فمه بالخلال بعد الأكل، ومنهم من لا ينقي يديه بغسلهما من الزهم- رائحة اللحم والدهون- ومنهم من لا يكاد يستاك، وفيهم من
لا يكتحل، ومنهم من لا يراعي الإبط إلى غير ذلك،
فيعود هذا الإهمال بالخلل في الدين والدنيا. أما الدين، فإنه قد أمر المؤمن
بالتنظف والاغتسال للجمعة لأجل اجتماعه بالناس،ونهى عن
دخول
المسجد إذا أكل الثوم، أمر الشرع بتنقية البراجم وقص الأظفار والسواك والاستحداد (حلق العانة) وغير ذلك ا لآداب. و
أما الدنيا(( فإني رأيت جماعة
المهملين
أنفسهم يتقدمون إلى السرار- المناجاة عن قرب- والغفلة التي أوجبت إهمالهم أنفسهم أوجبت جهلهم بالأذى الحادث عنهم، فإذا أخذوا في
مناجاة السر يمكن أن أصدف عنهم، لأنهم يقصد السر،
فألقى الشدائد من ريح أفواههم. ثم يوجب مثل هذا نفور
المرأة،
وقد لا تستحسن ذكر ذلك الرجل، فيثمر ذلك التفاتها عنه. وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول:
إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين
لي. وقد
كان النبي صلى الله عليه وسلم أنظف الناس وأطيب الناس، وكان يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة. وقد قالت الحكماء: من نظف ثوبه قلّ همه، ومن طاب ريحه زاد عقله.
ثم إنه يقرب من قلوب الخلق، وتحبه النفوس
لنظافته وطيبه. ثم
إنه يؤنس الزوجة بتلك الحال، النساء شقائق الرجال، فكما أنه يكره الشيء منها، فكذلك هي تكرهه، وربما صبر هو على ما يكره
وهي لا تصبر" [صيد الخاطر باختصار
]
9- لا تستنكف
عن مساعدتها في بعض شؤون البيت : لأن بعض
الجهال يعده من خوارم الرجولة، فهذا هو سيد الرجال صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله ، فوالله إن لها
للذة، خاصة مع مومنة، تحبها وتحبك. ولكن
بشكل غير مبالغ فيه. فقد قيل لعائشة رضي الله عنها
:ما
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله" رواه البخاري
10- لا تتسرع
في طلاقها:لأن الصلة بينك وبين زوجتك من أقدس الصلات وأوثقها، وليس أدل على قدسيتها من
أن الله عز وجل سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ فقال: (وأخذن منكم
ميثاقاً غليظاً ). ولذلك كان حل رابطة الزواج، وإنهاء العلاقة الزوجية أمراً
بغيضاً في الإسلام لما يترتب عليه من تفكيك للأسرة وتشتيت لأفرادها. وقد قال
الرسول صلى الله عليه وسلم:
"أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق". فلا ينبغي للمسلم أن يقدم عليه
دون مسوغ مقبول. فالطلاق لم يشرع في الإسلام ليكون سيفاً
مصلطاً على رقبة المرأة كما يعتقد بعض الأزواج، فلم يشرع إلا لأن الإسلام لا يغفل عن الواقع، فقد ينشب الخلاف
بين الزوجين، مما يؤدي إلى الطلاق، ولكن لا يجوز أن يكون الطلاق هو الخطوة الأولى في حسم خلافاتك مع زوجتك، فلا
تتعجل ولا تتسرع بالطلاق فتندم بعد فوات الأوان. فالرجل
الذي لا يغفر عيوب المرأة، هيهات ان ينعم بحبها.
و هذه خصال تعلمها من سيد الرجال عند النساء
فقد كان يقبلها: ويتكئ على
حجرها: فقد قالت عائشة رضي الله عنها
:كان
رسول يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم ويتنزه
معها: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة
يتحدث" رواه البخاري ويهدي
لأحبتها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول : أرسلوا بـها إلى أصدقاء خديجة
.رواه
مسلم. ويمتدحها: فقد أثنى صلى الله عليه
وسلم على عائشة فقال: إن فضل عائشة على النساء
كفضل الثريد على سائر الطعام .رواه مسلم ويسرّ إذا اجتمعت بصويحباتها:لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت:كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُسربـهن
إلى(يرسلهن إلي) . رواه مسلم ويعلن حبها : فقد قال عن خديجة: "أنى رزقت حُبها ". رواه مسلم
ويعرف مشاعرها: فقد قال صلى الله عليه وسلم لعائشة : أنى لأعلم إذا كنت عنى راضية وإذا كنت عنى غضبى ..أما إذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب إبراهيم رواه مسلم
ويواسيها عند بكائها: ومن جملة ذلك أن صفية كانت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر
وكان ذلك يومها, فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى، وتقول
حملتني على بعير بطيء فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها, ويسكتها"رواه النسائي
ويتفقد زوجاته في كل حين: فعن أنس رضي الله عنه قال :كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة
الواحدة من الليل والنهار. البخاري ولا
يهجرهن أثناء الحيض: فعن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ رواه البخاري
وعن عائشة رضي الله عنها ـ قالت : "كُنْتُ
أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَشْرَبُ
وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ
فِيَّ"مسلم. ويتفكه من خصام زوجاته:
فقالت عائشة :دخلت علىّ زينب وهى غضبى
فقال
رسول الله دونك فانتصري فأقبلت عليها حتى رأيتها
قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى
الله عليه وسلم يتهلل رواه ابن ماجه
ويصطحبهن في السفر: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فآيتهن خرج سهمها
خرج بـها. (م ع) ويلاعبهن:
فعن عائشة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال لي
:تعالى
أسابقك فسابقته, فسبقته على رجلي وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل
يضحك وقال :هذه بتلك رواه أبو داود
ويشاركهن في المناسبات السعيدة:
فعائشة
- رضي الله عنها مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست وإذا
قمت أتقي برسول صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري ويحترم
هواياتها ولا يقلل من شأنها: فعن عائشة رضي الله عنها -:كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي
الأدب المفرد،
وروى
البخارى عن عروة عن عائشة قالت : "رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ
إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي
أَسْأَمُ فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ
عَلَى اللَّهْوِ" . ويضفي روح المرح في الأسرة:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها فعملت لها حريرة فقلت : كلى
! فأبت
فقلت : لتأكلي , أو لألطخن وجهك فأبت فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهها فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها
لتستقيد منى فأخذت من القصعة شيئاً
فلطخت به وجهي ورسول الله صلى الله عليه
وسلم يضحك. رواه النسائي ويشيع الدفء فيهن فعائشة قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على
نسائه فيدنو من أهله فيضع يده,
ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها
بل ولا ينتقصها أثناء المشكلة: فعائشة رضي الله عنها وهي تحكى عن
حادثة الأفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك
فأنكرت
ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني
قال:
كيف تيكم ! لا يزيد على ذلك .رواه البخارى ويرقيها في حال مرضها: فعائشة رضي الله عنها قالت:
كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته
نفث عليه بالمعوذات . رواه مسلم يمهلها حتى تتزين
له فعن جابر قال :كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في سفر فلما رجعنا ذهبنا لندخل, فقال
: أمهلوا حتى ندخل ليلا حتى تمتشط الشعثة
, وتستحد المغيبة" رواه النسائي
فهلم
حفظك الله ضع يدك في يدها وتعاهدا على "أسرة بلا مشكلات، مليئة بالحب".
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire